النبی الأکرم فی الشعر العربی المعاصر

آفاق الحضارة الإسلامیة 19 ـ السنة العاشرة ـ ربیع الأول1428 النبيّ الأکرم في الشعر العربي المعاصر محمّد صالح شریف عسکري

تمهید

حظیت شخصیّة النبيّ الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ باهتمام بالغ ، و عنایة فائقة عندالشعراء ، منذ بزوغ فجرالإسلام (1)و استمرّت هذه العنایة علی مرّالعصور ، في توهج عاطفي ، و فیض وجداني صادقین یعکسان مدی حبّ المسلمین للنبيّ الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ . و غدا المدیح النبويّ غرضاً لایکاد یخلو منه شعر شاعر ؛ لأنّه صار لوناً من التعبیر عن العواطف الإیمانیّة ، و باباً من الأدب الرفیع ، یصدر عن قلوبٍ مفعمة بالصدق و الإخلاص . و قد توالت أشعار المسلمین في النبي الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، في شتّی العصور ، من العصر الإسلامي الأوّل ، الأموي ، و العبّاسي ، و الدویلات . . . حتّی العصر الحدیث . و أصحبنا نجد في العصور التالیة خاصّة ، نزعة عارمة عند الشعراء للتغنّي بشخصیّة النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، و التعریف بسجایاء و فضائله الحمیدة ، باعتبار المثل الأعلی ، و الإنسان الکامل ، و أفضل الخلق ، و رسول الله تعالی ، الذي بعثه رحمة للعالمین ، و منقذاً و هادیاً للإنسانیّة جمعاء . و في أسطر المقال الآتي إطلالة متواضعة علی هذا اللون الشعري العبق بالمدیح النبوی . بین الریادة و الإزدهار و لاشک آنّ رائد هذا المیدان ـکما یحدّثنا التاریخ ـ أبوطالب ـ علیهالسلام ـ عمّ النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ (2) 413 فله أوّل قصیدة استحضرت شخصیة النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و أشادت بفضائلها ، یوم کان المسلمون یخوضون قبل الهجرة المبارکة ، معرکة الکلمة الفاصلة ، و القول السدید ، و یوم کان الشعر یمثّل السلاح القولي الذي شهره المسلمون بوجه الکفّار و المشرکین ، دفاعاً عن الإسلام و نبیّهم المصطفی ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ . و نجد في دیوان أبيطالب ـ علیهالسلام ـ شعر کثیر في الدفاع عن الإسلام و النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، و الرایة الأولی التي رفعت في هذا المیدان ، من شعره لامیته المشهورة التي یقول فیها : و أبیض یستسقی الغمام بوجهه ربیع الیتامی عصمة للأرامل یلوذ به الهلاّک من آل هاشمٍ فهم عنده في نعمةٍ و فواضل (3) و من شعره دالیته التي یقول فیها : ألا إنّ خیرالناس نفساً و والداً إذا عدّ سادات البریّة أحمد نبيّ الإله و الکریم بأصله و أخلاقه و هو الرشید المؤید حریم علی جلّ الأمور کأنّه شهاب بکفّي قابسٍ یتوقّد (4) و شهدت الفترة التي تلت أواخر القرن الرابع الهجري ازدهار فنّ المدائح النبویّة ، ( و أصبح أحد الأغراض الشعریّة المعروفة . . . لأسباب عدیدة منها : اضطراب الحیاة السیاسیّة في معظم الأحیان بسبب النزاع بین السلاطین و الأمراء . و سوء الحیاة الاجتماعیّة في مختلف مظاهرها ، و تدهور الأوضاع الاقتصادیّة . . . و جنوم الخطر علی البلاد من قبل الأعداء الطامعین في الشرق و الغرب ، إذ إنّ هذاالعصر کان عصر الحروب الصلیبیّة و التتریّة . و هي حروب دینیّة مریرة ، و قد وقف الشعراء یدافعون عن الإسلام و مقدّساته أما الدیانات الأخری . . . هذه العوامل جعلت الناس یتشفّعون بالرسول الکریم ؛ لیدفعوا عن أنفسهم ما یحلّ بهم (5) و لم یکن تغنّي الشعر والشعراء بفضائل النبيّ الکریم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و صفاته الحمیدة ، و تباریهم في ذلک بدعاً من القول و العمل ، بعد أن سبقهم القرآن الکریم إلی ذلک و هو کتاب الله العزیز ، و وحیه المنزل ، و بعد الثناء علیه بقوله تعالی ـ عزّ من قائل ـ ( و إنّک لعلی خلقٍ عظیمٍ ) ( القلم : 4 )، و قوله تعالی : ( و لو کنت فظّاً غلیظ القلب لا نفضّوا من 414 حولک ) ( آل عمران : 159 ) جاء في تفسیر جامع الجوامع للطبرسي في ذیل الآیتین المبارکتین (6) استعظم ـ سبحانه ـ خلقه لفرط احتماله المعضّات . . . و حسن مخالفته ( 4 : 335 ). و القول لازال للطبرسي : « لو کنت فظاً : أي جافیاً سیّئ الخلق ، غلیظ القلب قاسیه ( لانفضّوا من حولک ) لتفرّقوا عنک ، لا یبقی حولک أحد منهم ( 1 : 216 ). النبيّ الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ في النثر العربي : ولم یکن الشعراء وحدهم الذین أدّلوا بدلوهم في هذا المیدان ، فأشادوا و شادوا روائع الکلم ، في النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، و نهلوا ما نهلوا من وحی خلقه الکریم و فضائله السامیة ما وسعهم فالکتّاب و الضّالعون في الکلام المنثور و فنونه استلهموا أیضاً من هذا المعین الثرّ ما وسعهم : تأثّراً بتکریم القرآن الکریم للرسول ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، فتحدّثوا بشيءٍ من التفصیل في فضائله الحمیدة ، و بسطو الکلام في سیرته العطرة ، و ما تخللها من أحداث و حدیث ، و ما رافقها من مواقف کانت و لا زالت قدوة للمسلمین ، في کلّ حادث و حدیث . کما لم تکن المساحة التي شغلها النثر العربي ، في مضمار الحدیث حول ا لقیم و المعطیات التي تشع عن الشخصیّة النبویّة الکریمة بأقلّ ممّا شغله الشعر و فنونه ، بما صن ، ه الکتّاب ، و ما انتجته قرائح الأدباء من أعمال قصیة و مرحیة ، و مقالات متنوعة (7) و بما أنّنا آثرنا الوقوف عندالشعر المعاصر خشیة الاطالة نعود إلی جهود الشعراء . أشعار المعاصرین : تتلقانا أشعار المعاصرین في الرسول الأعظم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ بثلاثة أنماط هي : 1ـ معارضات شعریّة لقصائد مشهورة . 2ـ ملاحم شعریّة ، تتناول حیاة النبيّ ، و فضائله ، و شمائله . 3ـ قصائد ، و مقاطع مستقلّة ، في موضوعها و قالبها 415 أ ـ المعارضة الشعریّة : و یراد بهذا المصطلح الأدبي : الإتباع و التقلید في الموضوع و الوزن و القافیة و المعاني : سببها تأثّر الشاعر المعارض بقصیدة الشاعر المعارض من ناحیة الوزن و الموسیقی و الموضوع (8) و الملاحظ : أنّ المدلول الأدبي قریب جدّاً من المدلول اللغوي أورد الزنجاني في معجم « ترویح الأرواح في تهذیب الصحاح »: و عارضته في المسیر ، أي سرت حیاله . و عارضت کتابي بکتابه ، أي قابلته (9)و جاء في لسان العرب ، لابن منظور الأفریقي تحت مادة ( عارض ): « و فلان یعارضني ، أي یباریني (10) و المعارضة ـ أصلاً ـ نوع من التحدّي و التطاول و المبارزة الشعریّة من الشاعر المعارض : لیأتي بما یسمو علی الأثر الذي یعارضه ، و لثبت للملإ أنّه قادر علی مجاراة الشاعر المعارض نظماً و فنّاً (11)و لکن هذا النمط الشعري اختفی أو کاد أن یختفي في الشعر المعاصر ، بعد أن أصبح تقویم الشعر و الشاعر علی أساس الإصالة و الإبداع ، لا التقلید . و قد کثرت المعارضات الشعریّة لقصیدتي ( بانت سعاد ) لکعب بن زهیر (12)و ( البردة ) للبوصیري (13)نتیجة لإعجاب الشعراء بهما و أثر وحیهما في نفسیتهم . یقول أمیر الشعراء أحمد شوقي معترفاً بما للبوصیري من فضل علی الشعراء في المدیح النبوي : المادحون و أرباب الهوی تتبع لصاحب البردة الفیحاء ذي القدم و قد سمّی قصیدته التي عارض فیها ( الردة ) بـ « نهجالبردة (14)و مطلعها : ریم علی القاع بین البان و العلم أحلّ سفک دمی في الأشهر الحرم و یقول بعد مقدمة غزلیة تربو علی العشرین بیتاً ، یقول مادحاً النبيّ الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ : لزمت باب أمیرالأنبیاء ومن یمسک بمفتاح باب الله یغتنم فکلّ فضل و إحسان و عارفةٍ ما بین مستلم منه و ملتزم علقت من مدحه حبلاً أعزّبه في یوم لا عزّ بالأنساب و اللّحم 416 یزري قریظي زهیراً حین أمدحه ولا یقاس إلی جودي ندی هرم محمّد صفوة الباري و رحمته و بغیة الله من خلقٍ و من نسم و صاحب الحوض یوم الرّسل سائلة متی الورود و جبریل الأمین ظمي سناؤه و سناه الشمس طالعة فالجرم في فلکٍ و الضوء في علم نموا إلیه فزادوا في الوری شرفاً و ربّ أصل لفرعٍ في الفخار نمي حواه في سبحات الطّهر قبلهم نوران قاما مقام الصّلب و الرّحم لمّا رآه بحیرا قال نعرفه بما حفظنا من الأسماء و السّیم سائل حراء و روح القدس هل علما مصون سرّ عن الإدراک منکتم کم جینئةٍ و ذهاب شرّفت بهما بطحاء مکّة في الإصباح و الغسم و وحشةٍ لابن عبدالله بینهما أشهی من الأنس بالأحباب و الحشم یسامر الوحي فیها قبل مهبطه و من یبشّر بسیما الخیر یتّسم لمّا دعا الصّحب یستسقون من ظمإ فاضت یداه من التسنیم بالسنّم و ظلّلته فصارت تستظلّ به غمامة جذبتها خیرة الدیم محبّة لرسول الله أشربها قعائد الدیر والرّهبان في القمم إنّ الشمائل إن رقتّ یکادبها یغری الجماد و یغری کلّ ذي نسم و نسودي اقرأ تعالی الله قائلها لم تتّصل قبل من قیلت له بفم هناک أذّن للرحمن فامتلأت أسماع مکّة من قدسیّة النّغم فلا تسل عن قریشٍ کیف حیرتها و کیف نفرتها في السهل و العلم تساءلوا عن عظیمٍ قد ألمّ بهم رمی المشایخ و الولدان باللّمم یا جاهلین علی الهادي و دعوته هل تجهلون مکان الصادق العلم لقّبتموه أمین القوم في صغر و ما الأمین علی قول بمتّهم فاق البدور و فاق الأنبیاء فکم بالخلق و الخلق من حسنٍ و من عظم جاء النبیّیون بالآیات فانصرمت و جئتنا بحکیم غیر منصرم 417 آیاته کلّما طال المدی جدد یزینهنّ جلال العتق و القدم یکاد فط لفظة منه مشرّفة یوصیک بالحقّ و التقوی و بالرحم یا أفصح الناطقین الضاد قاطبةً حدیثک الشهد عندالذائق الفهم حلیث من عطلٍ جید البیان به في کلّ منتشر في حسن منتظم ثمّ یختم شوقي قصیدته ( نهجالبردة ) التي تزید علی ( 190 ) بیتاً بأبیات یخاطب فیها الرسول الأعظم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ متوسّلاً به ، فیقول : وصلّ ربّ علی آلٍ له نخبٍ جعلت فیهم لواء البیت و الحرم بیض الوجوه و وجه الدهر ذو حلکٍ شمّ الأنوف و أنف الحادثات حمي و أهد خیر صلاة منک أربعة في الصحب صحبتهم مرعیّة الحرم الراکبین إذا نادی النبيّ بهم ما هال من جللٍ و اشتدّ من عمم الصابرین و نفس الأرض و اجفة الضاحکین إلی الأخطار و القحم یا ربّ هبّت شعوب من منیّتها و استیقظت أمم من رقدة العدم سعد ونحس وحکم أنت مالکه تدیل من نعمٍ فیه و من نقم رأی قضاؤک فینا رأي حکمته أکرم بوجهک من قاضٍ و منتقم فالطف لأجل رسول العالمین بنا و لا تزد قومه خسفاً و لاتسم یا ربّ أحسنت بدء المسلمین به فتّمم الفضل و امنح حسن مختتم و من معارضات شوقي الشهیرة أیضاً ، قصیدته الهمزیّة النبویّة ، التي أنشدها بمناسبة المولد النبوي الشریف ، و هي من البحر الکامل ، و مطلعها : و لد الهدی فالکائنات ضیاء و فم الزّمان تبسّم و ثناء و یعارض فیها قصیدة البوصیري الهمزیّة التي مطلعها : کیف ترقی رقیک الأنبیاء یا سماءً ما طاولتها سماء و همزیّة أحمدشوقي هي : ولد الهدی فالکائنات ضیاء و فم الزّمان تبسّم و ثناء الروح و الملأ الملائک حوله للدین و الدنیا به بشراء 418 و العرش یزهو والحظیرة تزدهي و المنتهی و السدرة العصماء (15) و حدیقة الفرقان ضاحکة الرّبی بالترجمان شذیّه غنّاء و الوحي یقطر سلسلاً من سلسل و اللوح و القلم البدیع رواء نظمت أسامي الرسل فهي صحیفة في اللوح و اسم محمّد طغراء (16) اسم الجلالة في بدیع حروفه ألف هنالک و اسم طه الباء (17) یا خیرمن جاء الوجود تحیّة من مرسلین إلی الهدی بک جاءوا بیت النبیّین الذي لا یلتقي إلاّ الحنائف فیه و الحنفاء (18) خیر الأبوّة حازهم لک آدم دون الأنام و أحرزت حوّاء هم أدرکوا عزّ النبوّة و انتهت فیها إلیک العزّة القعساء (19) خلقت لبیتک و هو مخلوق لها إنّ العظائم کفؤها العظماء بک بشّر الله السماء فزیّنت و تضوّعت مسکاً بک الغبراء (20) و بدا محیّاک الذي قسماته حق و غرّته هدی و حیاء و علیه من نور النبوّة رونق و من الخلیل و هدیه سیماء (21) أثنی المسیح علیه خلف سمائه و تهلّلت و اهتزّت العذراء یوم یتیه علی الزمان صباحه و مساؤه بمحمّد و ضّاء الحقّ عالي الرکن فیه مظفّر في الملک لایعلو علیه لواء ذعرت عروش الظالمین فزلزلت و علت علی تیجانهم أصداء و النار خاویة الجوانب حولهم خمدت ذوائبها و غاض الماء و الآي تستری و الخوارق جمّة جبریل روّاح بها غدّاء نعم الیتیم بدت مخایل فضله و الیتم رزق بعضه و ذکاء (22) في المهد یستقي الحیا برجائه و بقصده تستدفع البأساء بسوی الأمانة في الصبا و الصدق لم یعرفه أهل الصدق و الأمناء 419 یامن له الأخلاق ما تهوی العلی منها و ما یتعشّق الکبراء لولم تقم دیناً لقامت وحدها دیناً تقضيء بنوره الآناء زانتک في الخلق العظیم شمائل یغری بهنّ و یولع الکرماء أمّا الجمال فأنت شمس سمائه و ملاحة الصدّیق منک إیاء (23) و الحسن من کرم الوجوه و خیره ما أوتي القوّاد و الزعماء و إذا سخوت بلغت بالجود المدی و فعلت ما لاتفعل الأنواء و إذا عفوت فقادراً و مقدّراً لایستهین بعفوک الجهلاء و إذا رحمت فأنت أمّ أو أب هذان في الدنیا هما الرحماء و إذا غضبت فإنّما هي غضبة في الحقّ لاضغن و لابغضاء و إذا رضیت فذاک في مرضاته و رضی الکثیر تحلّم و ریاء و إذا خطبت فللمنابر هزّة تعرو النديّ ، و للقلوب بکاء (24) ثمّ یتوّجه شوقي في ختام همزّیته النبویّة إلی الرسول الأعظم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ متوسّلاً ومتضرّعاً ، فیقول : ما جئت بابک مادحاً بل داعیاً و من المدیح تضرّع و دعاء أدعوک عن قوم الضّعاف لأزمةٍ في مثلها یلقی علیک رجاء أدری رسول الله أنّ نفوسهم ثقة و لا جمع القلوب صفاء متفکّکون فیما تضمّ نفوسهم ثقة ولاجمع القلوب هواء رقدوا و غرّهم نعیم باطل و نعیم قومٍ فی القیود بلاء ظلموا شریعتک التي نلنا بها مالم ینل في رومة الفقهاء مشت الحضارة في سناها و اهتدی في الدین و الدنیا بها السّعداء صلّی علیک الله ما صحب الدّجی حادٍ و حنّت بالفلا و جناء (25) و استقبل الرضوان في غرفاتهم بجنان عدنٍ آلک السمحاء (26) خیرالوسائل من یقع منهم علی سببٍ إلیک فحسبي الزهراء ( ب ـ الملاحم الشعریّة : الملحمة في اللغة : نعني الحرب و إنّما سمیّت بذلک لأمرین : أحدهما تلاحم الناس ، أي تداخلهم بعضهم في بعض ، و الآخر أنّ القتلی کاللحم الملقی . یقول ابن منظور في لسان العرب تحت مادة ( لحم ): المحلمة : الوقعة العظیمة القتل ، و قیل القتال ، و ألحمت القوم ، إذا قتلتهم حتّی صاروا لحماً . و ألحم الرجل الحاماً و استحلم استلحماً ، إذا نشب في الحرب فلم یجد مخلصاً . . .، و الجمع الملاحم ، مأخوذ من اشتباک الناس و اختلاطهم فیها کاشتباک لحمة الثوب بالسدی (27) و الملحمة العربیة شبیهاً له ، من حیث البناء القصصي الکامل ، و الحجم العددي للأبیات التي تبلغ الآلاف (28) و قد شهدت العصر الحدیث لأوّل مرّة ظهور هذا اللون الشعري في الأدب العربي ، و ظهرت منه أعمال و محاولات ممیّزة نذکر منها علی سبیل المثال لاالحصر ، ملحمة الشاعر العراقي الشیخ کاظم الأزري ، المعروفة بالأزریّة فيمدح الرسول الأعظم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، و ذکر فضائله ، و معجزاته ، و التي تبلغ ألف بیت ، أکلت الأرضة جملةً من أبیاتها و بقي منها ( 580 ) بیتاً ، و مطلعها (29) لمن الشمس في قباب قباها شف جسم الدّجی بروح ضیاها و من الملاحم المهمّة التي ظهرت في مطلع العصر الحدیث ، القصیدة العلویّة المبارکة لعبدالمسیح الأنطاکي ، التي بلغ عدد أبیاتها ( 5595 ) بیتاً و مطلعها : أزین ملحمتي الغرّا و أحلیها بحمد ربي فلیحمده قاربها (30) وکذلک ملحمة الشاعر بولس سلامة المعروفة بعید الغدیر ، و هي مؤلفة من ( 3085 ) بیتاً ، و مطلعها : یا ملیک الحیاة أنزل علیّا غرمةً منک تبعث الصّخر حیّا (31) و من الملاحم الشعریّة الممیّزة في هذا العصر ، ملحمة الشاعر الشیخ عبدالمنعم الفرطوسي ، و تزید علی أربعین ألف بیت ، و تشمل حیاة النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و جهاده 421 و فضائله ، و مولده . منها : ولد المصطفی محمّد یمنا ألف أهلاً بخاتم الأصفیاء و تجلّی و النور یشرق منه بجبین کالکوب الوضّاء بین کتفیه للنبّوة ختم و ظهور للشامة السوداء قد رآه حبرالیهود فافضی لقریش بأعظم الأنباء و بحیرا في الدیر بشّر فیه حین وافاه سیّد البطحاء و منها : نفحات للقدس هبت رویداً فرویداً في مشرق من بهاء و ضجیج من التهالیل یعلو بدويّ یمید بالأرجاء و زحام ضاقت به الأرض صدرا من سرایا الحجیج في البیداء أيّ رکب أطلّ بالنور و الخصب مشعاً في مجدب الغبراء هو رکب النبيّ وافی مغداً بعد حجّ الوداع بالصحراء و إذا بالأمین جبریل یتلو بنداء للوحي بعد نداء و یتحدّث عن یثرب و قد غمرتها البهجة و السرور بقدوم النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و یقول : هذه یشرب و هذا ثراها و هو مهد الشریعة الغرّاء و المروج الخضراء تزهو ابتهاجاً و الرّبی تضوع بالأشذاء و عذاری النخیل تهتزّ بشراً من رفیف الجدائل الزرقاء و الصبایا و هي الأقاحی ثغوراً تتهادی بفرحة و ازدهاء و الأغارید بالمسّرات تشدو فتعجّ الأجواء بالأصداء (32) و من الملاحم الممّیزة أیضا ، بخصائصها القیمة ، الملحمة الشعریّة المعروفة بالإلیاذة الإسلامیّه للشاعر المصري الشهیر أحمدمحرم . و من المفید أن نذکر هنا أنّ هذه الملحمة تبتعد عن الطابع الأسطوري الذي طبع الملاحم الیونانیّة مثل الإلیاذة ، و الأدیسة لهو میروس و الانیاذة لفرجیل ، و مثل الشاهنامه للشاعر الفارسي الکبیر الفردوسي 422 یقول شوقي ضیف حول إلیاذة أحمد محرم ، و ظهور هذا النوع من الفن الأدبي في العصر الحدیث : و ما زال شعراؤنا یتطلّعون إلی مجاراة هذا العمل و محاکاته ، حتّی نهض أحمد محرم یحقّق لهم الأمل المنشود ، فاختار حروب الرسول ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، موضوعاً لإلیاذاته أو ملحمته الإسلامیة (33) و تنألف الإلیاذة الإسلامیّة من عدّة فصول نقتطف منهاما یناسب المقال ، و تبدأ بخطاب النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ : إملأ الأرض یا محمّد نوراً و اغمر الناس حکمةً و الدهورا حجبتک الغیوب سرّاً تجلّی یکشف الحجب کلّها و الستورا صبّ سیل الفساد في کلّ واد فتدفّق علیه حتّی یغورا جئت ترمي عبابه بعبابٍ راح یطوي سیوله و البحورا ینقذ العالم الغریق و یحمی أمم الأرض أن تذوق الثّبورا زاخر یشمل البسیطة مدّاً و یعمّ السبع الطباق هدیرا أنت معنی الوجود بل أنت سرّ جهل الناس قبله الإکسیرا أنت أنشأت للنفوس حیاةً غیّرت کلّ کائن تغییرا أنجب الدهر في ظلالک عصرا نابه الذکر في العصور شهیرا کیف تجزي جمیل صنعک دنیا کنت بعثاً لهاو کنت نشورا و لدتک الکواکب الزّهر فجرا هاشميّ السنا و صبحاً منیرا یصدع الغیهب المجلّل بالوحـ ي المقلّی و یکشف الدیجورا خرّت العرب من مشارفها العلـ ـیا توالي هویّها و الحدورا أنکر الناس ربّهم و تولوا یحسبون الحیاة إفکاً و زورا تلک أربابهم أتملک أن تنـ فع مثقال ذرّة أو تضیرا مالدی الّلات أو مناة أو العـ زّی غناء لمن یقیس الأمورا 423 جاء دین الهدی و هبّ رسولاللّـ ـه یحمي لواءه المنشورا (34) ج ـ القصائد المطوّلة و المقاطع المتفرّدة : توهّجت شعلة المدیح النبويّ عند أغلب الشعراء المعاصرین ، و تحوّلت إلی قصائد مطولة و مقاطع شعریّة تطفح بالحبّ و الودّ لنبیّهم الکریم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، و هو یصفون فضائله و مناقبه بأفضل العبارات و أرقّ الکلمات المشعّة المشبّعة بالوفاء و الولاء ، و لسان حالهم یقول : ما أحلی المدیح فیک یا رسولالله و ألذّ تکراره خذ بیدي یا رحمةً للعالمین ، یا رسولالله و إلیک قارئي العزیز هذه القطوف العطرة ، من بساتین الود ، و تغارید المحبّة النبویّة . یقول شاعر لبنان ، آیة الله العلّامة محمّدحسین فضل الله ، في مجموعته الشعریّة ( یا ظلال الإسلام ) تحت عنوان : یا رسولالله (35) یا رسول السّلام ینبض بالروح حیاةً و رحمة و جمالا أنت أطلقته لینعم فیه الکون لطفاً و نعمةً و ظلالا من جلال الوحي العظیم ، من الوحي السماويّ دعوةً و ابتهالا من هداک السمح الطّهور یضمّ الحبّ و الخیر روعةً و جلالا أنت روح السلام . . . أيّ سلامٍ لم یفض وحیه من الینوع من ربیع المشاعر البیض ، في روح النبّوات ، من جمال الربیع من صفاء الأعماق في هدهدات الحبّ ، من یقظة الضمیر المریع من نجاوی الرّوح التي تتلاقی في تسابیحها نجاوی الجموع یا رسول الأخلاق . . . تمتدّ في الروح کما امتدّ بالشعاع النهار یتمنّی أن یغمر الکون ، کلّ الکون ، لطف من الضّحی موّار 424 و رخاء ترتاح في ظلّه الدنیا و تجري علی اسمه الأنهار و سماح یفیض بالحبّ و النّعمی و تهفو ـ لصفوه الأسحار و حیک : الرحمة التي تنبت القلب حناناً و تملأ الأرض برّاً و تهزّ الأعماق بالأریحیّات العذاری تفوح ـ کالزّهر ـ عطرا فهي في السّلم دمعة للیتامی تتلظّی حزناً لتدفع ضرّا و هي في الحرب روعة العدل في الإنسان تستنزف المشاعر طهرا خلق تومض الوداعة في عینیه کالفجر في عیون الشروق قلبه الرّحب . . . في رحابته الدنیا ، بماامتدّ من سماحٍ رفیق حسبه : أنّه یمدّ إلی کلّ یدٍ للسّلام ، کفّ الصّدیق و ینیر القلوب ، بالکلم الطیّب ، إن أظلمت نجاوی الطّریق و لشاعر العراق الشیخ صالح التمیمي (36)قصیدة طویلة في مدح النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ یقول فیها : أبوالقاسم النور المبین و من به تشرّف عدنان بأشرف مولد نبيّ الهدی لولاه یعرف الهدی ولالفظ توحید بدا من موحّد براه إله العرش من نور قدسه و أودعه في صلب بدر و فرقد فکان خیاراً من خیار فصاعداً إلی آدم من سیّد بعد سیّد ثمّ یتحدّث عن غزوات الرسول ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و انتصاراته و معجزاته و ینتقل إلی ذکر المدینة المنّورة مستشفعاً بالنبيّ المختار ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و یقول : إذا أنت شارفت المدینة فابلغن تحیّة ملهوف لأکرم منجد وقل یا شفیع المذنبین استغاثة و شکوی أتت من عبد رقّ لسیّد ألا یا رسولالله دعوة صارخ و ندبة عانٍ بالذنوب مقیّد 425 ألا یارسولالله دعوة ضارع فکن سامعاً شکواه یا خیر منجدٍ ألا یا رسولالله دعوة خائف صروف الرّدی فانظر لشمل مبدّد کلیب یغیث المستجیر فکیف من بمولی کلیبٍ غوث کلّ مصفّد یلوذ فهل یخشی من الدهر غارة و یحذر من خطب من الدهر أنکد علیک سلام الله یا خیرمن مشی علی الأرض ما راعی الکواکب مهتدٍ و لصلة الرسول المصطفی ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ بالقرآن الکریم ، و البعثة النبویّة الشریفة ، تناول أغلب الشعراء موضوع المبعث النبوي ، و أولوه أهمیة کبیرة ، و أشاروا إلی عظمة المبعوث ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و فضائله ، و قالوا فیه قصائد متفرّدة تمدح و تذکر عظمة الکتاب العزیز المنزل علیه . یقول أحمد محرم في ذلک : بعث الصادق الأمین رسولاً یهدم الشرک دینه فیبید بکتابٍ فیه الشرائع تهدي الناس أعلامها و فیها الحدود ما حیاة الشعوب في الشرک فوضی ( م ) الحیاة الإیمان و التوحید (37) و یصف الرسول ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ في قصیدة أخری ، و الملائکة تحفّ به ، و هي ترتّل آیات الکتاب العزیز : رسول الله یؤذن بالإیاب و یرجع بالأحبة و الصحاب یسیر من الجلالة في رکابٍ تدین لعزّو غلب الرقاب تسایره بآیات الکتاب مرتّلةٍ بأنغامٍ عذاب صفوف من ملائکةٍ طراب تظلّله بأجنحةٍ رطاب (38) و ینشد الشاعر محمّد علي الیعقوبي في مولد النبي الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، متغنّیاً بصفاته التي صدح بها القرآن الکریم ، وکذلک قبله الإنجیل : وافی بنعت صفاته القرآن انّی یحیط بها فم و لسان نطقت به التوارة قبل و بشّر الإنجیل فیه و صدّق الفرقان ما مرّ ذکر للنبیین الألی إلاّ و ذکر المصطفی عنوان 426 ما معجزاتهم التي سلفت سوی خبر و معجزة العظیم عیان هذا الکتاب فهل أتت في آیةٍ من مثله إنس الوری و الجان (39) و یقول بدوي الجبل في مولد الرسول الأعظم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ : هنا الکعبة الزهراء و الوحي و الشذا هنا النور فافني في هواه و ذوبي فإن کان سرّالله فوق غمامةٍ تظلّ و ماء سائغ لشروب ففي معجر القرآن و الدولة التي بناها علیه مقنع للبیب (40) و یصف حافظ إبراهیم الرسول الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ و الملائکة تحیط به : یماشیه جبریل و تسعی وراءه و ملائکة ترعی خطاه و تخفر بیسراه برهان من الله ساطع هدي بیمناه الکتاب المطهّر (41) و یتغّنی عمرأبو ریشة بذکر سیّد الأنبیاء و یقول : و أتی طوده الموشّح بالنور و أغفی في ظلّ غار حراء و بجفینه من جلال أمانیه طیوف علویّة الإسراء و إذا هاتف یصیح به « اقرأ » فیذوي الوجود بالأصداء و إذا في خشوعه ذلک الأمّي یتلو رسالة الإیحاء و إذا الأرض و السّماء شفاه تتغنّی بسیّد الأنبیاء (42) صفوة القول : و صفوة القول في الشعر الذي أنشد في النبيّ الأکرم ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ ، أنّه في الکثرة و التنّوع ما یفوق قدرة الألفاظ و الأسطر . فقد تناول الشعراء عبرالتاریخ و خلال الفترة المعاصرة حیاة النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ منذ مولده المبارک حتّی وفاته ، و تحدّثوا عن کلّ ما تخلّل ذلک من أحداث و وقائع ، و صفوا جهاده ، و خلقه و فضائله ، و شمائله بأرقّ الألفاظ و أعذب العبارات . و قد صنّفت عدیدة تناولت موضوع المدیح النبويّ بنمطیه الشعري و النثري نذکر منها علی سبیل المثال : کتاب « المدائح النبویّة في الأدب العربي » تألیف الدکتور زکي 427 مبارک ، وکتاب « أصداء الدین في الشعر العربي الحدیث » للجیزاوي ، و کتاب « محمّد في الأدب العربي » لفاروق خورشید ، و کتاب « في المدیح النبوي » تألیف غازي شبیب ، و غیرها من الکتب و الأبحاث المستفیضة . ثمّ أیطیب لي أن أختتم مقالتي و لا أتمثّل بقول ابن معتوق الموسوي متوسلاً بالنبيّ الکریم و آله الطاهرین : یا سیّدي یا رسول الله خذ بیدي فقد تحمّلت عبئاً فیه لم أفم أستغفرالله ممّا قد جنیت علی نفسي و یا خجلي منه و یا ندمي إن لم تکن لي شفیعاً في المعاد فمن یجیرني من عذاب الله و النقم علیکم صلوات الله ما سکرت أرواح أهل التّقی في راح ذکرهم ( المصادر : 1ـ أبوطالب حامي الرسول و ناصره ، تألیف العّلامة نجمالدین العسکري ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف ، 1959م . 2ـ الإشعاع القرآني في الشعر العربي ، محمّدعبّاس الدراجي ، عالم الکتب ، بیروت ، ط / 1 ، 1407 هـ ، 1987م . 3ـ أنساب الأشراف ، للبلاذري ، تحقیق الشیخ محمّد باقرالمحمودي ، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بیروت ط / 1 ، 1394 هـ ـ 1974م . 4ـ البدیعیّات في الأدب العربي ، نشأتها ، تطوّرها ، أثرها ، أعداد : علي أبو ریدة ، عالم الکتب ، بیروت ط / 1 ، 1403 هـ ـ 1983م . 5ـ تاریخ الأدب العربي ـ العصر الإسلامي ، شوقي ضیف ، دارالمعارف بمصر ـ بلات . 6ـ تاریخ الأدب العربي في بلاد الشام ، الدکتور عمرموسی باشا ، دارالفکر المعاصر ـ بیروت ط / 1 ، 1409 هـ 1989م . 7ـ تاریخ الأدب العربي في العصر العثماني ، الدکتر عمرموسی باشا ، دارالفکر المعاصر ـ بیروت ط / 1 ، 1409 هـ ـ 1989 م . 8ـ تاریخ الأدب العربي في العصر المملوکي ، الدکتر عمرموسی باشا ، دارالفکر المعاصر ـ بیروت ط / 1 ، 1419هـ ـ 1989 م . 9ـ ترویح الأرواح في تهذیب الصحاح ، العّلامة محمودبن أحمدالزنجاني ( ت 656هـ )، تحقیق الدکتور محمّد صالح شریف عسکري ( قید الطبع ). 10ـ تفسیرجوامع الجامع ، تألیف أمین الدین أبوالفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 هـ ) ـ تحقیق الدکتور أبوالقاسم گرجی ، نشر : دانشگاه تهران ، 1377 هـ ش . 11ـ دراسات في الأدب العربي المعاصر ، د . شوقي ضیف ، دار المعارف بمصر ، ط / 4 ، بلات . 12ـ دیوان أبي طالب بن عبدالمطلّب ، صنعة أبي هفان المهزمي البصري ( ت 257 هـ 429 و صنعة علي بنحمزة البصري التمیمي ( ت 375 هـ )، تحقیق الشیخ محمّد حسن آل یاسین ، منشورات دار و مکتبة الهلال ط / 1 ، سنة 1421 هـ ـ 2000 م . 13ـ دیوان الذخائر ، محمّدعلي الیعقوبي ، مطبعة دارالنشر و التألیف ، النجف 1950 م . 14ـ دیوان مجد الإسلام ، أحمد محرم ، مکتبة دار المعرفة ، مصر1963 م . 15ـ الشوقیات ، أحمدشوقي ، دار الشروق ، مصر ـ بلات . 16 ـ الطلیعة من شعراء الشیعة ، تألیف العّلامة المؤرخ الشیخ محمّد السماوي ، تحقیق کامل سلمان الجبوري ، دار المؤرّخ العربي ، بیروت ط / 1 ، 1422 هـ ـ 2001م . 17ـ فنّ المدیح النبوي في العصر المملوکي ، غازي شبیب ، المتکبة العصریّة ، بیروت ، ط / 1418 هـ ـ 1998 م . 18ـ لسان العرب ، ابن منظور الأفریقي ، طبعة دار إحیاء التراث العربي ، بیروت ط / 1 1408 هـ ـ 1988 م . 19ـ المعجم الأدبي ـ جبور عبدالنور ، دارالعلم للملایین ـ بیروت 1984 م . 20ـ ملحمة أهل البیت ، الشیخ عبدالمنعم الفرطوسي ، بیروت ، دارالزهراء 1398 هـ ـ 1978 م . 21ـ موقع العترة الطاهرة علی الانترنت . 22ـ موقع www . Inciraq . Com . 23ـ یا ظلال الإسلام ، تألیف آیة الله السیّد محمّدحسین فضل الله ، دار الملاک ، ط / 3 بیروت 1420 هـ ـ 2000 م . الهوامش : پاورقی 1- .یراجع أنساب الأشراف للبلاذري، تحقیق الشیخ محمّدباقر المحمودي، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بیروتط/1 سنة 1394 هـ 1974 مج2: 23و للتوسع یراجع کتاب: أبوطالب حامي الرسول و ناصره،تألیف آیة الله العّلامة نجم الدین العسکري، مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف 1959 م.اول صفحه 2- .یراجع البدیعیّات في الأدب العربي، نشأتها ـ تطوّرها ـ أثرهاإعداد: علي أبو ریدةعالم الکتب ـ بیروت ط/1، 1403 هـ ـ 1983 م، ص18.اول صفحه 3- .یراجع دیوان أبي طالب بن عبدالمطّلب، صنعة أبي هفان المهزمي البصري، المتوفی (سنة 257 هـ)و صنعة علي بن حمزة البصري التمیمي (ت 375هـ) بتحقیق الشیخ محمّد حسن آل یاسینمنشورات دار و مکتبة الهلال، ط/1، 1421 هـ 2000م، ص75.اول صفحه 4- .السابق، ص90.اول صفحه 5- .یراجع الأدب في بلادالشام، الدکتور عمر موسی باشا، دارالفکر المعاصر، بیروت، ط/1، 1409 هـ ـ 1989م، ص466.اول صفحه 6- .یراجع: تفسیر جوامع الجامع، تألیف أمین الدین أبوالفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ)تحقیق الدکتور أبوالقاسم گرجي، نشر دانشگاه تهران، 1377 هـشالمجلد/1، 4.اول صفحه 7- .یراجع وجي القلم ـ مجموعة مصطفی صادق الرافعي ـ بیروت،دار الکتاب العربي، بلات، ج3: 372.اول صفحه 8- .یراجع ،فن المدیح النبوي في العصر المملوکي، تألیف غازي شبیب، المکتبة العصریة ـ بیروت، ط/1، 1418 هـ ـ 1998 م، ص51.اول صفحه 9- .یراجع: معجم ، ترویح الأرواح في تهذیب الصحاح، للعّلامة اللغوي محمودبن أحمد الزنجاني (ت656 هـ، تحقیق دمحمّد صالح العسکري، الجزء الأول مادة ، عرض،.اول صفحه 10- .یراجع لسان العرب، ابن منظور الأفریقي، طبعة دار إحیاء التراث العربي ـ بیروت، ط/1، 1408 هـ ـ 1988 م، مادة ، عرض،.اول صفحه 11- .یراجع: فنّ المدیح النبوي، شیب، 51.اول صفحه 12- .یراجع تاریخ الأدب العربي، العصر الإسلامي ـ شوقي ضیف ـ دارالمعارف بمصر، بلات، 83، أیضاً، تاریخ الأدب العربي ـ العصر المملوکي ـ الدکتور عمر موسی باشا ـ دارالفکر المعاصر ـ بیروت 1419 هـ 1999 م، ص168، 184.اول صفحه 13- .یراجع تاریخ الأدب العربي ـ العصر المملوکي ـ الدکتور عمرموسی باشا ـ دار الفکر المعاصر ـ بیروت 1419 هـ ـ 1999 م، ص168، 184.اول صفحه 14- .الشوقیات، 2: 506.اول صفحه 15- .سدرة المنتهی: اسم المکان الذي وصل إلیه الرسول ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ لمّا عرج به إلی السماءو هو أعلی مکان وصل إلیه.اول صفحه 16- .الطغراء: علامةکانت تنقش علیها المناشیر و المسکوکات السلطانیّة زمن العثمانیّین.اول صفحه 17- .طه: اسم النبي ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ.اول صفحه 18- .الحنفاء: المتبتّلون المنقطعون إلی العبادة.اول صفحه 19- .القعساء: الرفیعة.اول صفحه 20- .الغبراء: صفة للأرض.اول صفحه 21- .الخلیل: أي النبي إبراهیم، خلیل الرحمن وصفیّه.اول صفحه 22- .مخایل: علامات.اول صفحه 23- .إیاه: جمع إیاة، و هي النور.اول صفحه 24- .الندي: النادي و جماعة.اول صفحه 25- .الوجناء: صفة للناقة القویّة الشدیدة.اول صفحه 26- .الرضوان: هو رضوان اسم الملک، خازن الجنان.اول صفحه 27- .الزهراء: أي فاطمة الزهراء بنت النبيّ ـ صلّی الله علیه و آله و سلم ـ .اول صفحه 28- .لسان العرب ج12، مادة، لحم، ص 252.اول صفحه 29- .یراجع المعجم الأدبي، جبور عبدالنور ـ دارالعلم للملایین ـ بیروت 1984 م، ص264.اول صفحه 30- .یراجع: الطلیعة من شعراء الشیعة، العّلامة المؤرّخ الشیخ محمّد السماوي، تحقیق کامل سلمان الجبّوري، دار المؤرخ العربي، بیروت ط/1، 1422 هـ ـ 2001 مج/2: 136، أیضاً: موقع العترة الطاهرة علی الانترنیت.اول صفحه 31- .موقع wwwIncriaqcom.اول صفحه 32- .السابق..اول صفحه 33- .یراجع للتوسع: ملحمة أهل البیت، عبدالمنعم الفرطوسي، دارالزهراء، بیروت ط/1، 1398 هـ 1978 م ج1: 136 فما بعد.اول صفحه 34- .یراجع دراسات في الشعر المعاصر العربي ـ الدکتور شوقي ضیف، دارالمعارف بمصر، ط/7، بلات، ص47.اول صفحه 35- .السابق.اول صفحه 36- .یراجع: یا ظلال الإسلام، تألیف آیة الله السیّدمحمّد حسین فضل الله، دار الملاک، ط /3، بیروت 1420 هـ ـ 2000 م، ص 169 فما بعد.اول صفحه 37- .یراجع: الطلیعة من شعراء الشیعة ج1: 410.اول صفحه 38- .دیوان مجد الإسلام، أحمد محرم، دارالمعرفة، مصر 1963.اول صفحه 39- .السابق، ص63.اول صفحه 40- .دیوان الذخائر، محمّدعلي الیعقوبي، مطبعة دار النشر، النجف 1950، ص51.اول صفحه 41- .الإشعاع القرآني، عبّاس الدارجي، نقلاً من دیوان بدوي الجبل، ص61.اول صفحه 42- .السابق، عن دیوان حافظ إبراهیم، ص60.اول صفحه 43- .السابق، عن دیوان عمر أبو ریشة، ص501، 502.اول صفحه 44- .تاریخ الأدب العربي في العصر العثماني، الدکتور عمرموسی باشا، ص357، 375اول صفحه


مطالب مشابه :


علف کش های گندم و جو

دانلود انیمیشن. تريا سولفورون 4%+تربو ترين 60% گرانول قابل حل در آب (لوگران اكسترا ) 200-250.




گلرنگ

انیمیشن زیست دانلود پاورپوینت برگ تعدادی از گیاهان نظیر كهار ،تربو توتون




النبی الأکرم فی الشعر العربی المعاصر

دانلود مقالات فارسی و عربی از سایت دانلود فیلم و انیمیشن فصیح عربی (حیدری)




برچسب :