يذبحون البشر وكأنهم أضحية العيد!

October 14, 2013

امر الله ابراهيم (عليه الصلاة والسلام) بذبح ابنه الوحيد اسماعيل الذي رزق به في اواخر ايامه فما كان منه إلا تلبية طلب الله منه، ولم يعص الابن اباه ففداه الله بذبح عظيم. ومنذ مجيء الرسول الاكرم محمد(صلى الله عليه وسلم) استمرت الاضحية بل أصبحت لدى البعض شبه فرض يقوم به رغم ضيق ذات اليد وعدم القدرة الى الانفاق.
بفعل علم الاستنساخ استطعنا ان ننسخ اشياء كثيرة ومنها على سبيل المثال عيد الاضحى. فأصبح بإمكاننا الاحتفال بالعيد في اي وقت نشاء، اما عن الضحية، فقد استنسخنا الفكرة ومررناها الى البشر في سلسة مأساوية فأصبحنا نحن جيل اليوم نعتقد ان كل منا تأتيه الرؤيا وبإمكانه ان يضحّي بأكثر من ‘اضحية’ بشرية.
البشر في ازدياد واحدى وسائل احداث التوازنات البشرية هي الحروب، واصبح من يلهمنا الرؤى كثّر، واصبح لكل منا’رب’ او اكثر، وطاعتهم اصبحت بالنسبة لنا واجبة. واكبر دلالة على ما اقول ما حدث في العراق حيث قدّم المتأمركون، في سابقة هي الاولى من نوعها على مستوى العالم، صدام حسين كأضحية بشرية في يوم النحر، ولم يحترموا مشاعر المسلمين ونالوا استحقارهم في كل الارجاء.
اقول ذلك في ظل الربيع العربي الذي يغمرنا بالسعادة والنشوة والانتصار على اخواننا في الوطن، فإنه من المفترض ان نسمو ونتعالى عن الجراح والاكتفاء بما اصاب بلادنا من اعمال قتل وتشريد، إلا اننا نشاهد وبشكل شبه يومي، اناس يدّعون الاسلام يقومون بذبح اكثر من ‘حيوان’ بشري في المرة الواحدة مع الالتزام بـ’التكبير’ ليتأكد الضحية انه مضحّى به لأجل تنفيذ اوامر ‘الهية’ (وبالتالي يسلم النفس وهو راض عن ذلك)، التي تجلّت على هيئة رؤى، وتلك الرؤى تأتي لأناس بينهم وبين الارباب الجدد علاقة وطيدة، وان من يذبح عدد اكبر تكون له البركة.
بما ان حال العرب قد وصل الى ما وصل اليه، وبما ان الاضاحي اصبحت بشرية وبأعداد غفيرة تفوق الاستهلاك المحلّي، اقترح على حكامنا الجدد ان يجدوا مكانا لتصريف تلك الاضاحي الزائدة عن الحاجة مقابل شراء وسائل ذبح حديثة مع علمي المسبق ان هؤلاء يعتقدون انهم يطبقون الشريعة في عملية الذبح على الأقل ومن حيث الوسائل، وان كانت بدائية، كالسكاكين والمديّ والسيوف.
ولأن عملية التسويق لأي منتج اصبحت ضرورية وملحّة، فالأفضل ان يقوم هؤلاء بالدعاية والترويج لتلك الاضاحي، من حيث قيمتها الغذائية الراقية، عبر وسائل الاعلام المختلفة وخاصة تلك المملوكة لنا التي تنشر صور الضحايا بمختلف مراحل الذبح ليتأكد الزبائن ان عملية الذبح اسلامية.
وبسبب من يتحكمون اليوم في مصائرنا، فقد يكون اي منا ضحية ‘اضحية’ في اي وقت وفي اي مكان ليتقربوا بواسطتنا الى اربابهم، ليزدادوا علوّا وشانا ونزداد فخرا بانصياعنا و’تلبيتنا’ لأوامر حكامنا.
لنفق الى هذا المسلسل من الاستهتار بالحياة البشرية، وبالأخص حياة البشر العربي، التي أصبحت رهن الطوفان السياسي الذي استعمل، وما زال يستعمل، الأسلام كأداة للظهورالسياسي والجذب الشعبي.
ميلاد عمر المزوغي

اقتباس

اننا نشاهد وبشكل شبه يومي، اناس يدّعون الاسلام يقومون بذبح اكثر من ‘حيوان’ بشري في المرة الواحدة مع الالتزام بـ’التكبير’ ليتأكد الضحية انه مضحّى به لأجل تنفيذ اوامر ‘الهية’

يذبحون البشر وكأنهم أضحية العيد!

يذبحون البشر وكأنهم أضحية العيد!

مطالب مشابه :

ماشینهای ملیاردی زیزپای نیروی انتظامی+عکس

يذبحون البشر وكأنهم أضحية العيد!

النووي بين أمريكا وايران+قصه الکامله

«حريم الطغاة» يغوص في تفاصيل غرف نومهم+صور

من هو أبو بكر البغدادي؟